من دون شك أن للكبر والنفاق الأثر الكبير في نسبية قبول الرواية عن آل محمد (ع) أو ردها وتكذيبها من شخص لشخص آخر ، فكلما ازدادت نسبة هذين المرضين في نفس الإنسان كلما أزداد رداً على أولياء الله (ع) وكلماتهم ، والعكس بالعكس .
أما لو خلى باطن المرء منهما تجده محباً لسماع ما يروى عنهم (ع) وتجده لا يرد ما يروى عنهم حتى وإن لم يكن متأكداً من صدور الحديث عنهم (ع) لا انه لا يرده حتى يتأكد من المصادر .
ولعمري إن الذي طهر باطنه من هذين الداءين الخطرين فهو أكيداً طاهر الباطن من غيرهما لأن من أستطاع أن يخلص نفسه من أعظم داءين ( ومنهما يتفرع الكثير من الداء) فهو قادر بعون الله (عز وجل) أن يجد لغيرهما في نفسه الدواء وإذا أصبح الإنسان طاهر الباطن فو الذي برء النسمة وفلق الحبة لا يحتاج الرجوع إلى المصادر ليعرف هل ان هذا الكلام الذي سمعه صادر حقاً عن آل محمد لأنه سيعلم في باطنه هل هو منهم أم لا فقد ورد عنهم (ع) بما معناه :
( إن كلامنا تميل له قلوب شيعتنا )
واستقراء بسيط للمجتمع كفيل بأن يُلهمك أيها القارئ الفطن هذا المعنى ……
واعلم :-
بأن المتكبر يقبل من الرواية ما تشتهي نفسه . والمنافق لا يقبلها ، وإذا أخذها فلا يأخذ منها إلا ما يوافق جبنه ومصالحه ، ويؤولهــا على ما تشتهى رغباته ، قال تعالى :-
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [1] * يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
(آل عمران : 7 )
وقال تعالى :-
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
(البقرة:85)
وقد ورد عنه (ع) أن هذه من صفات المنافق .. وليعلم الفطن اللبيب أن من في قلبه كبراً أو نفاقاً فما له من المعرفة بآل محمد وأوليائهم وروايتهم نصيب اللهم إلا القشور والظن
(وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)
وأحب أن أقول لذوي الطهارة والعقول أن مما يندى له الجبين أن طلاب الحوزة وعلمائهم يقرون ويعترفون أن ما يتوصلون إليه من المعرفة بالأحكام الشرعية هي معرفة ظنية بنسبة (95%) وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عدم ارتباطهم بالله سبحانه وعدم مسهم لكتابه الصامت والناطق وأنى لهم ذلك والله يقول :-
(لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79) .
فافهموجزاكم الخير