لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مما يعينك على التخلص من رذيلة الكذب أشياء، منها: أولاً: معرفتك أنه من كبائر الذنوب، وأن عاقبته وخيمة، وأن الله لا يحب الكاذبين، وانظر الفتوى رقم: 32451، والفتوى رقم: 26391.
ثانياً: مراقبة الله واستشعار نظره إليك وقربه منك.
ثالثاً: الحياء من ملائكة الرحمة الموكلين بكتب ما ينطق به ابن آدم، فتستحي منهم أن يكتبوا في صحائفهم افتراءك للكذب.
رابعاً: سؤال الله كثيراً بذل وإلحاح أن يجعلك صادق اللهجة، وأن يبغض إليك الكذب ويصرفه عنك.
خامساً: طلب العلم النافع، فإنه يقرب إلى الله تعالى، ويقضي على أسباب الكذب والتي منها: عدم إقدار الله حق قدره بالجهل بأسمائه وصفاته وأفعاله، ومنها: الخوف من غير الله خوفاً لا يكون إلا لله، ومنها: عدم التوكل على الله، وغير ذلك من الأسباب.
سادساً: صحبة الصالحين، فإن صحبتهم تغري بالصلاح، والصاحب ساحب، والطباع سراقة، ففتش عن الشباب المؤمن المستقيم، وانخرط في سلكهم، وتعاون معهم على الخير، فستنفعك صحبتهم وستتغير طباعك وأخلاقك الذميمة إن شاء الله.
والله أعلم.قال تعالى : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ...
اللسان نعمة عظيمة من نعم الله : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله لغفور رحيم)) . .
اللسان له في الخير مجال واسع . . . وله في الشر ذيل طويل . . . فمن أطلق لسانه وسلك به سبل الشيطان فإن مصيره الهلاك بلا شك ، و لا ينجو الإنسان من شر اللسان إلا من قيده بأمور الشرع فلا يتكلم إلا بما ينفعه في الدنيا و الأخرة . . .
واللسان أعصى الأعضاء على الإنسان وهو أعظم وسيلة يستخدمها الشيطان ضد بني آدم ، ومن هنا فإن النبي صلى اله عليه وسلم قال : (( من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة )) متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (( كف عليك هذا )) يعني اللسان فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم )) رواه الترمذي . .
واعلموا أحبتي في الله أن جميع أعضاء الجسم تطالب اللسان بالاستقامة فما من صباح يصبح فيه الإنسان إلا و أعضاؤه تذكر اللسان وتقول له : اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا . . .
واللسان فيه آفتان عظيمتان إن تخلص من إحداهما لم يتخلص من الآخرى آفة الكلام و آفة السكوت فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاص لله مراء . . و المتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله . .
ومن الحكم : عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان . . . إياك أن يضرب لسانك عنقك . . . ضربه اللسان أسوأ من طعنة الرمح . . كلام المرء بيان فضله ، وترجمان عقله . . بلاء الإنسان من اللسان . .
أما أهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم فقد كفوا السنتهم عن الباطل و أطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الدنيا و الآخرة فكن و كوني منهم واحرصوا ألا تقولوا إلا ما يرضي الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ....
الطــرق للتخلــص مــن الكــذب ومــن آفــات اللســـان ::
أما طرق التخلص من هذه الآفات هي :-
* التوبة إلى الله _ التوبة النصوح _ منها جميعاً . . الأستغفــااااااااااااااار ((استغفرالله واتوب اليه )) اكثــر من 100 مــره باليــوم ... ورددي سيــد الأستغفاار يومياً
* الاكثار من ذكر الله عز وجل (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) . . .
* أن يعلم قبح هذة الآفات ، وأنه متعرض بسببها لغضب الرب تعالى . .
* أن يعلم أن هذه الآفات محبطة لحسناته يوم القيامة و مثقلة لميزان سيئاته . . أن رسول الله قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هـذا، وقذف هـذا، وأكل مال هـذا، وسفك دم هـذا، وضرب هـذا. فيعطى هـذا من حسناته وهـذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه. أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار». رواه مسلم . .
* ألا يجلس في المجالس التي فيها آفات اللسان كالغيبة و النميمة و الكذب و الغناء و اللعن و السب و السخرية و الاستهزاء ، حتى لا يكون معاوناً لهم على الإثم و العدوان . . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك )) _ كفارة المجلس _
* أن ينكر على الذين يقعون في أعراض المسلمين ويفترون عليهم الكذب ، فيمكن أن يكون ذلك دافعاً إلى توبتهم ورجوعهم
وان يــرى الى عيــوبه قبل ان يرى الى عيوب النااس
ويكون على يقين بأن لايوجد احد كامل سوااه سبحاانه